الفنانة الجزائرية فلة الحرب شنت حرباً على شركة "روتانا" بعد الاتهامات التي وجّهتها إليها وبعد إقصائها، وبالتحديد على رئيس مجلس إدارتها سالم الهندي، انطلاقاً من مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، وحضرت إلى لبنان خصيصاً لهذه الغاية. عن هذه القضية بالذات كان اللقاء التالي مع فلّة.
كيف بدأ الخلاف بينك وبين "روتانا"؟

عتبي اليوم كبير على نفسي لأنني صمتّ
سُئلت في إحدى لقاءاتي الإعلامية، بعد إطلاق ألبوم "تشكرات"، عن رأيي في الفن السائد اليوم، فأجبت بضرورة الفصل بين المغنيات والراقصات، ثم فوجئت باتصال من طوني سمعان، مدير الشؤون الفنية في الشركة، يعاتبني فيه على هذا الرأي، فحصل سوء تفاهم بيننا كاد أن يخرجني من الشركة آنذاك لولا تدخّل سمو الأمير الوليد بن طلال، الذي أُبلغ بالموضوع بشكل مغلوط، فعدت وبدأت تحضير ألبوم "بدر14".
كيف تعاملت معك "روتانا" على مدى السنوات الماضية؟
مع كل ألبوم جديد أقدّمه كنت أصطدم بإهمال الشركة وعدم دعمها لي على الأرض سواء من ناحية الترويج له أو التسويق أو تنظيم حفلة لإطلاقه، مع أنها تدّعي دوماً بأنها تدعم فنانيها بشكل متساوٍ ومتوازن. حتى في تصوير الأغنيات كان المسؤولون فيها يقطرّون عليّ، ولولا مساهمة المخرجة نهلة الفهد التي أعتبرها بمثابة أخت لي، في تصوير أغنيتين "بفتافيت" أخجل من ذكر رقمها، لما صُوّرت أي أغنية. يحزّ هذا الأمر في نفسي اليوم، خصوصاً أن سالم الهندي كان أبدى استعداده لدعم ألبومي.
إذاً، تضعين اللوم على سالم الهندي شخصياً.
بالطبع، لو قال لي في الأساس: "أكرهك، ولا أريدك في الشركة"، لما أضعت عشر سنوات من عمري فيها، لكن أن يتعمّد "علك" ألبومات شركة سمو الأمير الوليد بن طلال، وأن يكتم صوتي متجاهلاً اتصالاتي التي لا يردّ عليها في محاولة للتقليل من شأن الجزائريين، كأننا نستجديه في شركة ليست ملكه بل هو موظّف فيها، فهذا غير مقبول، ونحن من باب الاحترام لسمو الأمير الوليد بن طلال سكتنا عن تصرّفاته المشينة.
تقولين إن الهندي يقلل من شأن الجزائريين بالذات، فيما يشكو فنانون عرب ولبنانيون من لامبالاة الشركة تجاههم، ربما بسبب ضغط الأزمة الاقتصادية عليها.
غير صحيح إطلاقاً، فالهندي لا تعنيه مصالح الشركة إطلاقاً، إنما مصالحه الشخصية وجني الأموال من حفلاته الفاشلة العامة والخاصة، ولا يكترث بالمبيعات التي يتلطّى خلف حججها الوهمية ويتجنى على الفنانين بالقول إن هذا الفنان يبيع وذاك لا يبيع.
ثم من قال إن بيع الألبومات بات الدليل على نجاحها؟ إذا كان هذا القول صحيحاً، من هو ليقيّم المبيع؟ هل يستطيع تاجر خضار أن يشتري حبة بطاطا مخفية تحت الصناديق؟ لذلك عتبي اليوم كبير على نفسي لأنني صمتّ كرما لصاحب الشركة ولـ "روتانا" التي أعتبرها بمثابة بيتي، لكن دفع سكوتي هذا الرجل إلى التهجّم عليّ، فهو لا يحترم نفسه وليست له مبادئ في الحياة.
لكن الهندي ردّ عليك بالوثائق التي تثبت أنك تشكّلين عبئاً على الشركة.

لا أهتم بالمال ولست هاوية شكاوى
ودعاوى، بل أنا ضحيّة
كلها وثائق مزوّرة، أين الأوراق والعقود التي وقعتها في دبي؟ على كلّ حال سيتخذ محاميّ الخاص إجراءات قانونية للحصول على حقوقي المادية بغض النظر عن الحقوق المعنوية التي يسعى هذا الشخص إلى كسرها لدى النساء تحديداً كأنه يثأر منهن.
إذاً، كيف تفسّرين دعمه لفنانات كثيرات في الشركة؟
أي دعم هذا وأي فنانات؟ أي "إكس فاكتور" يمكن الحديث عنه اليوم في ظل ما حصل للموهبة الخارقة رجاء التي حاولوا إحراقها، ثم طردوها ربما لأنها مغربية؟
وكيف تفسّرين ضم الموهبة المغربية الجديدة حسناء زلاغ إلى الشركة؟
تقوم استراتيجية سالم الهندي على ضرب الفنانين ببعضهم، فهو ضمّ رجاء إلى الشركة ليثبت عدم تحيّزه وليدّعي بأنه ليس ضد المغرب العربي، وربما يضحّي بها غداً. هذه سياسته، فأنا أعرفه منذ زمن حين كان يرافق فناناً كويتياً أحترمه إلى "الامبريس" لسماعي وأنا أغني.
تقولين إن سكوتك كان كرمى لصاحب الشركة، فماذا تغيّر اليوم؟
لم يعد بإمكاني السكوت بعد إصدار ألبوم ضم أغنيات رائعة بشهادة النقاد والصحافيين، وألواناً مختلفة من السامري إلى العدني وغيرهما، تعاملت فيها مع كبار الشعراء والملحنين، فقد أهداني الملحن فايز السعيد أغنية، كذلك فهد الجسمي وغيرهما وشاركت في الكتابة والتلحين... لذا عندما يدعي الهندي بأنني لا أبيع، فهو يهين الشعراء الملحنين الذين تعاملت معهم والصحافة التي كتبت عن نجاح الألبوم.
سبق أن صرّحت بأن انطلاقتك الجديدة ستكون من "روتانا" وتقولين اليوم إنك أضعت عشر سنوات من عمرك فيها، كيف تفسّرين ذلك؟
يعرف المحيطون بي أنني لا أهتم بالمال ولست هاوية شكاوى ودعاوى، بل أنا ضحيّة. خضت حرباً لوحدي لم تكن سهلة وكانت الخناجر تأتيني من الجهات كافة، فتعهد لي الهندي بأنه سيدعم ألبومي الخليجي، كيف يكذب وينكث بالوعد؟
طالما أنه تعهد بأن يدعمك، فهذا يعني أن صداقة كانت تربط بينكما.

أنا فلة فمن هو سالم الهندي؟
لم يكن الهندي يوماً صديقاً لي، بل كان ينظر إلي نظرة لامبالاة، لكني أقول له اليوم إن "لحمي مرّ" وأحذره من التمادي في جرح الكرامات، يحاول الظهور دائماً في الصحافة الفنية كأنه "توب موديل" بدل أن يهتم بمكافحة الفساد في مكاتب الشركة، فتارة يتزوّج ريم ويخرجها من "روتانا" ليدخلها ضرّة على أم فواز، وطوراً يظهر على شاشات التلفزيون ويهزأ بالفنانين، علماً أنه لولا هؤلاء لما شغل منصبه هذا.
رداً على اتهاماتك ذكرت الشركة أنها أنتجت لك خمسة ألبومات على رغم ضعف مبيعاتك.
ومن يبيع في الشركة؟ إليسا مثلاً؟ عندما يخفي الهندي ألبومي "يا مسامر للجفا" في الأدراج، فكيف يعلم الناس بوجوده؟ أجهل لماذا يسعى إلى تحطيمي، بينما يأخذ إليسا إلى الـ "ميوزيك أوورد" بنفسه. ثم من يبيع في ظل وجود الإنترنت؟ باختصار لم يحصل الألبوم على أي دعاية ولا حتى على حفلة توقيع ولم يأتِ أحد على ذكره.
هل يحاربك من أجل فنانة؟
من دون شك، عشت في "روتانا" وأعرف عصاباتها ومافياتها، تحاول كل فنانة تجيير عصابة معينة لصالحها لتبقى بمفردها على الساحة.
من يتضرّر منك؟
الهندي بالدرجة الأولى لأن صاحب الشركة كسر كلمته في المرة الأولى وأعادني إليها.
لماذا لم تلجئي إليه ثانية؟
لأنه كثير المشاغل، كنت سأنسحب بهدوء لولا البيان الذي صدر عن الشركة، ويؤكد أنني لا أبيع، في وقت يصل عدد سكان الجزائر إلى 35 مليون نسمة، عدا تونس والمغرب وليبيا، فإذا اشترى ربعهم ألبومي تحقّق نسبة المبيعات أرقاماً ضخمة، لكن للأسف لم يجد أحد نسخة واحدة في الجزائر لأن الألبوم لم يوزّع في الأصل، فأين هي خطة التسويق؟
هل يدفعك هذا الوضع إلى القول "ستوب" للفن؟
أبداً، وُلدت من رحم أمي فنانة أعزف وأغني، أنا فلة فمن هو سالم الهندي؟ ثم يقف كثر إلى جانبي ويدعمونني لإكمال مسيرتي.
هو القوة الاقتصادية التي تنتج لك.

كل شيء دفنه سالم الهندي،
سأُعيد إحياءه
هو ليس الوليد بن طلال، بل موظّف في شركته، إلا إذا كان باعها له. أحمّل الهندي مسؤولية خراب الفن العربي، بعدما طرد أفضل المطربين وأتى بالعارضات خدمة لحياته الخاصة، لذا أقول له: أستطيع نبش كل ملفاتك التي أعرف تفاصيلها، فكُفّ عني.
ألا تخافين المواجهة؟
نحن 35 مليون جزائري، يأكلون "الزلط"، وأنا محبوبة في أنحاء الدول العربية، فتعالَ يا سالم الهندي وقابلني، أنا في لبنان ومن دون حراس شخصيين، وحقوقي في "روتانا" سأهديها إليك.
هل ستعيدي تسجيل أغنيات لم تأخذ حقّها في "روتانا"؟
كل شيء دفنه سالم الهندي، سأُعيد إحياءه.
من سينتج لك؟
لا أحتاج إلى منتج، أستطيع تسجيل حفلاتي مباشرة مثل الفنان جورج وسوف.
قد تُحارَبين في حفلاتك.
ليحفظ الله الأعراس النسائية وجمهوري في المغرب العربي والصحافة النزيهة.






