لم نسمع عن مرضه شيئا، لم يتألم لم يخرج للقنوات الفضائية لينشر قصة رحلته المرضية، مات في صمت كما كان دائما يعيش في صمت فما كنا نسمعه منه هو مجرد ضحكات قفشات كوميدية تركها، ليموت الفنان الكوميدي خفيف الظل عبد الله فرغلي وينتقل إلى عالم آخر غير عالمنا، ندعو الله أن يكون في جنه الخلد.

كان عبد الله فرغلي مثالا طيبا للفنان الخلوق، كان حينما يمرض أي من زملائه في الوسط الفني حتى وان كانت العلاقة بينهما غير وطيدة يسارع إلى حمل باقات الزهور ليقوم بواجب زيارة المريض، وحينما يموت أي شخص من في الوسط الفني يسير في جنازته ليودعه وحينما سألته من قبل عن سر هذا الحب لزملائه قال: "عشان لما امرض ألاقي اللي يسأل عني ولما أموت ألاقي اللي يمشى في جنازتي"!.

ومات عبد الله فرغلي دون أن يتحقق ما كان من اجله يفعل طيلة حياته فلم يسر أحد في جنازته، اللهم إلا الفنانة نهال عنبر ولم يلق احد من زملائه وزميلاته ورده على قبره ولم تولّه وسائل الإعلام أي اهتمام والتساؤل الآن ماذا لو ماتت مطربة من مطربات العري؟ ماذا سيكون حال الفضائيات الآن؟ بالتأكيد كانت ستمتليء الفضائيات بأغنياتها وجنازتها سيسير فيها النجوم الكبار قبل الصغار والسبب معروف فالقنوات الفضائية ستتسارع لتغطية مراسم الجنازة ولا بد للفنانين أن يظهروأ وهم يرتدون النظارات الشمسية الأنيقة والملابس الفخمة ويتسابقون لتسجيل اللقاءات التي فيها يتحدثون عن هذه المطربة ورحلة كفاحها حتى وصلت إلى هذه المرتبة المنزوعة اقصد العالية.

أما عبد الله فرغلي فعاش طيلة حياته لا يسمع له احد صوتا، يضحك ويملأ أرجاء المكان المتواجد فيه صخبا هادئا فكان دائما مرغوبا في لقائه محترما لم نتذكر له مشهد مستفزا أو مقززا أو حتى مجرد لفظا سيئا ولكل هذه الأسباب التي لا تروق للوسط الإعلامي مات دون أن يسير وراءه فردا ومن هنا في مسلسلات اون لاين نلقي على قبره آلاف الزهور متمنيين أن يغمده الله برحمته ويكون مثواه جنه الخلد مع الخالدين.