مسلسلات رمضان
رأي الدين في ظهور شخصيات الصحابة والنبيين
27/05/2010

أحاديث وأقاويل ومهاترات تثار هنا وهناك وتنتشر بسرعة البرق. ذلك هو الوصف الدقيق لما يحدث في الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة حينما يشرع أي مؤلف في كتابة عمل سواء سينمائي أو تلفزيوني يتطرق للمسيح أو لظهور الصحابة والرسل، وآخر هذه المهاترات التي أثارت جدلا كانت منذ أن أعلن المخرج الأردني محمد عزيزية انه بصدد عمل درامي جديد سيظهر فيه السيد المسيح والسيدة مريم العذراء، وكذلك الصحابي خالد ابن الوليد فقامت الدنيا ولم تقعد: لكن ما هي شروط ظهور هذه الشخصيات العظيمة على الشاشة ومن من الشيوخ يرفضون بشكل قاطع ظهورها ومن منهم يضع ضوابط وشروط:

رأي الدين في ظهور شخصيات الصحابة والنبيين صورة رقم 1

المخرج السوري محمد عزيزية

مسلسلات اون لاين طرح السؤال على عدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين والرأي النقدي لاستطلاع وجهات نظرهم المختلفة في تداعيات هذه الأعمال.

في البداية أكد الشيخ فرحات المنجي وهو من اكبر علماء الأزهر انه شن هجوما عنيفا من قبل على إحدى الممثلات_الممثلة حسناء سيف الدين_ بعد ما قدمت شخصية فاطمة شقيقة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه واشترط على من تقوم بتقديم أي شخصية عن الصحابة أو أهل الصحابة عليها فور انتهائها من تقديم الشخصية إما أن تعتزل الوسط الفني بشكل كلي أو أمامها خيار أخير ألا وهو أن تظل طيلة حياتها الفنية محصورة في تقديم شخصيات دينية مثل التي قدمتها لأنه من الإساءة أن تقدم اليوم شخصية أي من أهل الصحابة.

نراها غدا في أحضان الرجال كغاوية في السينما أو راقصة فهذا خطأ لا ينبغي قبوله وذلك هو في وجه نظر المنجى شرط أساسي من يستطيع قبوله فليقدم الشخصيات هذه ومن لن يستطيع فعليه منذ البداية عدم المساس بأي من هذه الشخصيات، وأضاف المنجى انه يرفض كذلك ظهور المسيح والسيدة مريم العذراء لإدراجهم تحت بند المبشرين بالجنة وهو ما يتنافى مع ظهورهم في أي مسلسل أو فيلم قد يضر بهم.

تجسيد الصحابة صوتا
من جانبها رفضت الفنانة حسناء سيف الدين هذا الشرط خاصة وان ما يقوله الشيخ فرحات المنجي - مع كامل احترامها له - ليس منطقيا لان الفنان عليه أن يقدم كل الأدوار التي يستطيع القيام بها وما عدا ذلك بالتأكيد لا يجدي، وأضافت حسناء أن ما قاله شيخنا الجليل ليست فتوى شرعية لأنه من المعروف أن الفتوى لا تخرج سوى من دار الإفتاء المصرية.

وحول وجهة نظر رجال الدين المسيحي أوضح القس صليب بطليموس بالكنيسة الكاتدرائية بالإسكندرية أن الكنيسة لم ترفض ظهور السيد المسيح على الإطلاق أو أي من الشخصيات الدينية لكن شريطه عدم الإخلال بمباديء العقيدة المسيحية. من ناحيته فقد أوضح الدكتور محمد عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية. أن تجسيد شخصيات الصحابة بالفعل به حرمانية ويمكن الاستغناء عن هذا التجسيد بالصوت فقط فلا حرج في ذلك تماما مثل دور الراوي في أحداث أي عمل تلفزيوني يظهر صوتا فقط دون أن يجسد دما ولحما لان ذلك في واقع الدين حرام شرعا ولا يجوز بأي حال من الأحوال ولجنة الأزهر الشريف ترفض بشكل قاطع أي تلاعب بالشخصيات المقدسة هذه ولا نقبل أن يظهر ممثلا يرتدي جلباب صحابي أو نبي ورسول.

وقد أشار المخرج الأردني محمد عزيزية المزمع قيامه بإخراج فيلم عن المسيح انه لن يتخلى عن إخراج هذا العمل على الإطلاق مهما صنعت العراقيل والمشاكل ضده وذلك لعده أسباب أولها وعلى رأس هذه الأسباب إيمانه أن المسلمين والمسيحيين لابد وان يحدث تعايش ديني بينهم وسوف يستعين بممثل وممثلة عربيين لتجسيد دور المسيح وأمه السيدة مريم العذراء وسيكون العمل بمثابة رسالة موجهة عن المسيح إلى الغرب، وأضاف عزيزية أن فكرة الفيلم جاءته بعد الإساءات الغربية

رأي الدين في ظهور شخصيات الصحابة والنبيين صورة رقم 2

قبطي في رداء إسلامي

بحق الرسول علية الصلاة وأفضل السلام، وإظهار كيف ينظر المسلمون للمسيح وكيف ينظر المسيحيون لنا؟ والإجابة على كل هذه التساؤلات سيجيب عليها الفيلم بشكل مباشر، وانه رغم رفض الأزهر لكونهم لا يفضلون ظهور الصحابة وأهل الصحابة والأنبياء لان في وجهة نظرهم إذا عرضت هذه الشخصيات على الشاشة ستمس بقدسيته إلا انه أشار انه سوف يبدأ في تصوير أحداث الفيلم عقب موافقة وزير الإعلام الأردني على السيناريو.

قبطي في رداء إسلامي
وبعد أن قام بتجسيد شخصية خالد بن الوليد في احد الأعمال التليفزيونية تم ترشيحه مرة أخرى لإعادة تقديم الشخصية لكن هذه المرة من خلال المخرج محمد عزيزيه في الفيلم السينمائي الذي يتحدث عن المسيح، ومنذ هذا الإعلان عن تجسيد باسم لهذه الشخصية تعرض لهجوم كبير بسبب قبطيته وحول ذلك عقب ياخور قائلا انه يكون في قمة الامتنان والفخر حينما يجسد أي من الشخصيات الإسلامية لكون أهله قاموا بتنشئته على الحب بين الأديان ويعرف الكثير عن الدين الإسلامي وبعيدا عن هذا وذلك فانه من المعروف أن أي من الشخصيات سواء الدينية أو التاريخية ليست ملكا للإسلام أو للديانة القبطية بل فهي ملكا للتاريخ وليس هناك أي علاقة من قريب أو بعيد بين الموهبة والدين.

جدير بالذكر أن الفنان السوري سامر المصري كان قد أشار في بعض التقارير الصحفية انه اعتذر عن تجسيد شخصية الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه حيث رفضت وزارة الإعلام السورية تصوير العمل في سورية لأنه على حد قولها سيثير إشكالات عديدة كالاصطدام بالفتاوى الدينية وإثارة الفتن، وذلك على الرغم من تصريح الشيخ محمد عكام، مفتي حلب، حول أن تشخيص الصحابة ليس محرماً دينياً، ولا يــوجد أي نص أو آية يحرمان هذا التشخيص، لكنه محرم اجتماعياً وتقديرياً، ويجب أن يمنع من منــطلق الاحــترام لشخصية الإمام الحسين المقدسة عند المسلمين وأبناء الطائفة الشيعية ، وبالتالي يفضــلون ألا تشخص خوفاً من أن ينتابها أي شيء يمسّ قدسيته .

أخيرا علق الناقد الكبير طارق الشناوي على الجدل الثائر حول تجسيد شخصية الأنبياء والصحابة على الشاشة قائلا أن بعض علماء الدين وضعوا ضوابط يلتزم بها من يقدم أي من الشخصيات التي بها قدسية على الشاشة كأن يكون ملتزم أخلاقيا ولدية ثقافة ووعى ديني بالإضافة إلى اعتزال التمثيل نهائيا بعد تقديم هذه الأعمال وأنا أرى إنها ضوابط صعبة التنفيذ بل معرقله إلى حد كبير خاصة في جزئية اعتزال التمثيل بشكل نهائي وقاطع لذا أرى أن الضوابط هذه يمكن تخفيفها بشكل أو أخر وأنهى الشناوي كلامه موضحا أن المعارك لن تنتهي دوما بين الدين والفن.