منذ بدايتها في عام 1967 نالت الفوازير قسطا هائلا من الاهتمام بها وكان شهر رمضان بمجرد الإعلان عن قدومه يتلهف المشاهدون لرؤية الجديد الذي ستقدمه أي من شريهان أو نيللى أو فطوطه وعمو فؤاد واقتربت بالفعل الفوازير على هذه الأسماء لأعوام طويلة حتى بدأ عدد كبير من الفنانين اقتحام هذا العالم لكن بنوع من الحذر والخوف خشية الوقوع في فخ المقارنة مع رواد الفوازير السابق ذكرهم ولكن المقارنة تقع لا محالة، وكانت في غير صالحهم.

واختفت الفوازير بعد عدد من التجارب التي رآها المشاهدون غير جديرة بالاهتمام والمشاهدة وعادت من جديد هذا العام لكن بروح غير مصرية لأول مرة منذ نشأتها بل بنكهة لبنانية بطلتها المطربة ميريام فارس التي وعلى الرغم من عدم اختلاف الكثيرين حولها كمطربة إلا أن مع اقتحامها لدنيا الفوازير أحدثت انشقاقا فهناك من يؤيدونها وآخرون يرفضوها.
وبين هذين الفريقين كانت جولة مسلسلات اون لاين في هذا التحقيق:
في البداية أكدت الفنانة لوسي التي سبق وقدمت فوازير بعنوان (ايما وسيما) في عام 1998أن الفوازير عمل فني مرهق جدا ويجب أن لا نجهض تجربة أي فنان أو فنانة يقومون بعملها وعلى الرغم من انحيازي الشديد لنجمتي الاستعراض الأول في مصر نيللي وشريهان إلا أن تجربة ميريام فارس تجربة جديرة بالاحترام ويكفي إنها قدمت أفكار جديدة غير مستهلكة وأنا ضد من يهاجمونها لمجرد إنها غير مصرية فمنذ متى والفن كان له وطن؟
تخالفها الرأي الناقدة ايريس نظمي حيث أوضحت أن من تقوم بعمل الفوازير عليها أن تكون مصرية باعتبار أن الفوازير بصفة عامة صناعة مصرية مليون بالمائه،كما أن ميريام لجأت إلى عمل استعراضات على بعض الأغنيات الأجنبية وهذا شيء غير مفضل فكيف ستدخل قلوبنا إذن.
وأكملت ايريس نظمي قائلة أن اختيار شيريهان ونيلي والأستاذ فؤاد المهندس وسمير غانم لموضوعاتهم كانت من واقع الشارع المصري لذا استطاعوا أن يقتحمونا بشكل كبير كبار وصغار.
من جانبها وصفت الناقدة ماجدة خير الله فوازير ميريام بكونها (ساذجة) لا تحمل جديد وغير مقنعة على الإطلاق،فعلى النطاق التمثيلي كانت شديدة السوء والرداءة وفي الشق الإعلاني من الفوازير فانه ضعيف وغير مبهر ولا يلفت النظر ويفتقد إلى كل عناصر الإبهار والجذب.
وأكملت ماجدة أن ميريام قد تكون من خلال تجربتها في الفوازير كسبت مادة وهذا هو المكسب الوحيد لها، وبعد أن تنتهي الفوازير تكون ميريام للأسف لم تترك شيء لجمهورها ليتذكرها به.
بين الفشل والنجاح

ميريام قد تكون من خلال تجربتها
في الفوازير كسبت مادة
وعن أفضل التجارب التي لفتت نظر الناقدة الكبيرة أجابت قائلة انه بالإضافة إلى نيللي وشيريهان فهناك تجارب قد لا تكون ارتقت لهاتين العملاقتين ولكن استطاعت أن تلفت نظرنا مثل تجربة نيللي كريم (حلم ولا علم ) في عام 2000 ونادين مع وائل نور في فوازير (جيران الهنا) في عام 2001 وأيضا فوازير (فطوطة وسمورة) للنجم الكبير سمير غانم وتجربة الفنان يحي الفخراني مع صابرين والراحلة هالة فؤاد (المناسبات) فرغم عدم اعتماد الأخيرة على الجانب الاستعراضي الذي هو أساس الفوازير إلا أن اتجاهها الكوميدي كان ناجح ويكفى أن الكثيرين من المشاهدين يتذكرونها حتى الآن على عكس مثلا الفوازير التي سبق وقدمتها غادة عبد الرازق (فرح فرح) التي كانت غير جيدة على الإطلاق هو بالضبط نفس مستوى فوازير شيرين سيف النصر.
من ناحيته فقد أشاد الناقد مجدي الطيب بتجربة فوازير ميريام فارس واعتبر اختيار طارق نور لها بمثابة جرأة تحسب لها لان الفوازير كانت في الأعوام السابقة بمثابة الشيء الذي يتخوف الكثيرين من الاقتراب منه خشية المقارنة بعمالقة الزمن الجميل ولكن تميزت ميريام بطلتها الجميلة على الشاشة وقدرتها التمثيلية الهائلة فكانت بالنسبة لي تجربة مقنعة وجميلة وقد خدم ميريام في نجاحها في هذه الفوازير هو نجاحها على المستوى الغنائي والتمثيلي فاذكر أن لها تجربة سينمائية مع الفنان الكبير دريد لحام بعنوان (سيلينا) وكانت ناجحة،ودعا الطيب المنتجين إلى السير على نهج طارق نور ليقدمون شيء جديد ولا يقفون عند شيء واحد فالزمن لم يقف عند تجارب واحدة فقط،ويجب علينا تشجيع الجدد لاقتحام مجال الفوازير ولا نجهض أحلامهم في أعمال استعراضية فكم نفتقد إلى مثل هذه الأعمال.
أما الفنانة الشابة نسمة ممدوح التي قدمت هذا العام فوازير (أتفرج على سلام) التي كتبها المؤلف وائل عبد الحميد إنها معجبة بتجربة ميريام وترى إنها قدمت شيء يناسبها جدا ويناسب موهبتها وسجلت نسمه إعجابها باستعراضات ميريام وجرأتها.
وإذا كان كل النجوم اجمعوا على أن فوازير نجمتي الاستعراض نيللي وشريهان لا يزالوا حتى الآن في المقام الأول إلا أن الفنانة نيللي كان لها رأي أخر وهو أن ميريام فارس استطاعت من خلال كليباتها أن تثبت أن جسدها رشيق بدرجة كبيرة ويصلح لان تقوم بعمل الفوازير كما أن ملامحها جذابة وملفته ومجنونة جنون جميل ومغامرة لذا فحينما قدمت الفوازير أعجبني أدائها خاصة وأنها لأول مرة تخوض مثل هذه التجربة وعلينا أن نصفق لها ونشجعها ودعونا نعترف أن لكل جيل متطلباته وميريام تصلح برشاقتها وخفة ظلها لهذا الجيل لذا فانا أؤيدها بشده واعتقد إنها إذا كررت التجربة مره أخرى ستكون أفضل من المرة الأولى.
سحر ميريام على الشاشة

الفنانة ميريام فارس لها طلة
جميلة على الشاشة
وبسؤال الفنان سعد الصغير عن رأيه في فوازير ميريام خاصة وانه سبق وخاض تجربة تقديم فوازير (عفاريت مراتي) قبل أعوام من الآن بالاشتراك مع الفنانة الاستعراضية دينا والفنان ريكو والمخرج احمد البدري، أجاب قائلا أن ظروف مرضه لم تسعفه من مشاهده حلقات فوازير ميريام فارس كاملة لكنه تابع بعض حلقاتها بعد عودته إلى منزله ووجد إنها جميلة تمتلك لعنصر الإبهار واستعراضاتها مختلفة وميريام نفسها شخصية جذابة سواء على المستوى الشكلي أو المضمون كما أن ملامحها أراها مصرية وليس معنى ذلك أنى ضد تقديم الفنانات العربيات للفوازير لا على الإطلاق فأنى احترم كل الفنانات وتجاربهن فليس الهم النوعية بل الأهم هو ماذا سيقدمون وما هو الجديد الذي سيطرح؟،وأفضل ما لفت نظر سعد في الفوازير هو وجود عدد من الفقرات بها مما يذيب أي شعور بالملل.
ودعا سعد إلى ضرورة وجود فوازير كل عام واكتشاف وجوه جديدة فيها بشكل مستمر فالفنانتان نيللي وشيريهان كانوا في يوم من الأيام وجوه جديدة لاقت من يشجعها وإذا قام احد بسؤال هاتين الفنانتين عن رأيهن أنا على يقين أن نفس كلامي سيكون هو كلامهم فلابد للإبداع أن يستمر بميلاد طاقات جديدة قادرة على العطاء دوما فمن المحال أن يقف الفن على جيل واحد فقط.
أخيرا فقد أوضح الفنان سمير غانم الذي سبق وقدم فوازير (فطوطة وسمورة) ومن قبلها وفي نهاية الستينات كانت له تجربة في الفوازير أيضا بالاشتراك مع الضيف احمد وجورج سيدهم وحققت نجاحا كبيرا على مدى أعوام عرضها، إلا أن الفنانة ميريام فارس لها طلة جميلة على الشاشة لابد وان تجذب إليها الأنظار وأن إمكانيتها الجسدية ورشاقتها تشبه إلى حد كبير النجمة الكولومبية شاكيرا وهو ما يضعها في مكانة مميزة لان قليلات من الفنانات العربيات تمتلكن هذه المقومات أضفوا إلى ذلك أن استعراضات ميريام مختلفة وموضوعاتها التي تناقشها غير مستهلكة وأتمنى كل عام أن تقدم ميريام فارس الفوازير لأنها فعلا فنانة استعراضية ناجحة وللعلم أنا أقول هذا الكلام منذ وقت طويل حتى قبل أن تقوم بعمل الفوازير وذلك من خلال مشاهدتي لكليباتها فهي دائما ما تبهرني بأدائها وسحرها على الشاشة.




