تشهد الساحة الفنية العربية نوعا من التقاعس واللا اهتمام وتقدير للفنانين المبدعين، فالفنان المصري الكبير عبد المنعم مدبولي رحمه الله يكاد لا يذكر اسمه بالرغم من تميزه، وقد أقام ورثته دعوى قضائية ضد الممثلة نجاح حسن، يتهمونها بسرقة وثائقه وأوراق سيرته الذاتية.

وقالت نجلة عبد المنعم مدبولي أمل لصحيفة الوفد: أنا أنتظر عدالة السماء وأثق كل الثقة في القضاء العادل.. لأنني لن أسكت على ضياع تراث والدي الذي هو الأب الروحي للمسرح المصري. وأضافت أمل "نأسف أن يأتي عدم الوفاء من هذه الفنانة التي وثق فيها والدي واستأمنها على أوراقه ومستنداته، وأطلق عليها "حلوة المسرح الحديث".

وتعد نجاح حسن إحدى تلميذات مدبولي، وهو الذي اكتشفها وقدمها في أكثر من سبع مسرحيات، سواء بطولة مسرحية أمامه أو من إخراجه وأهمها مسرحية "تفاحة يوسف" عام 1997 و"امرأة في مزاد" من إخراج مدبولي 1998.

وكانت آخر أعمال نجاح مع مدبولي مسرحية "الناس اللي تحت" تأليف الكاتب المسرحي نعمان عاشور وتمثيل وإخراج عبد المنعم مدبولي، وهي آخر إنتاج فرقة المسرح الحر التي أسسها مدبولي عام 1952 وتوقفت سنوات حتى وافق فاروق حسني وزير الثقافة على إحيائها مرة أخرى عام 2005. واستقبل الوزير ساعتها مدبولي ونجاح حسن وطلب منها مستندات فرقة المسرح الحر وقدم لها الدعم الكافي والتمويل وبدأت عروض المسرحية في نهايات عام 2005.

وفي أعقاب تصوير المسرحية تليفزيونياً.. أصيب مدبولي بوعكة صحية انتقل على إثرها إلى المستشفى وتوفي هناك في بدايات عام 2006. وكانت ابنة مدبولي "أمل عبد المنعم مدبولي" قد أثارت قضية ضياع تراث والدها في الصحف والفضائيات وعبر الناقد المسرحي حسن سعد بجريدة "الجمهورية" القاهرية عن هذه الكارثة وأكد أنها قضية الضمير الأدبي واتهم المخرج كمال دسوقي بالإهمال لتقاعسه في تقديم السيرة الذاتية لعبد المنعم مدبولي في مسلسل إذاعي.