انطلقت فعاليات مهرجان أبو ظبي السينمائي وانتهت، ولكن مع انتهاء تلك الفعاليات ابتدأت توابعها وكأن هذا المهرجان كان زلزالا كبيرا، والسبب يكمن في كلمتين فقط لا ثالث لهما (اعتز باسرائيليتي) تلك الجملة التي قالتها المنتجة البريطانية ليسلي وودوين التي ورغم حملها لجواز سفر بريطاني إلا إنها وبعد أن تم تكريمها في هذا المهرجان وحصولها على جائزة الجمهور قالت إنها إسرائيلية تعتز بكونها تنضم إلى إسرائيل، وحسبا للأقاويل التي شهدت هذه الواقعة فقد قالتها بكل فخر ولا نعرف ما هي نواياها وراء هذا التصريح الذي جاء دون أدنى مناسبة ودون تساؤل، وكأنها تخرج لسانها إلى كل عربي أو تقف وقفه شموخ تتحدى بها كل الحضور!!!

ستكون من أول الفنانات اللذين سيقاطعون
المهرجان إذا اثبت تطبيعه مع إسرائيل

وفور هذا الحدث أصدرت نقابات المهن الفنية في مصر برئاسة ممدوح الليثي رئيسا لها ورئيس اتحاد الفنانين العرب "أشرف زكي ومسعد فوده نقيب السينمائيين بيانا يدين هذا الحادث ويدين المهرجان بعدم تأكده من أصول هذه المنتجة البريطانية قبل دعوتها للحضور وحصولها على جائزة الجمهور وتقرر في هذا البيان مقاطعة مهرجان أبو ظبي بتهمة التطبيع.

أطراف القضية

ولكن هل هذا القرار صائب غير متهور؟ تباينت الآراء واختلفت، فأيدت وعارضت كالعادة مع أي قضية تثار ونحن هنا في موقع "مسلسلات اون لاين لسنا" مع طرف ضد الأخر ولكننا فقط نطرح الآراء كما قيلت لنا وذلك في هذا التحقيق:

في البداية أكدت الناقدة خيرية البشلاوي إنها مع قرار مقاطعة مهرجان أبو ظبي لكوننا والكلام على لسانها اتخذنا قرارنا بعدم التطبيع الثقافي مع إسرائيل منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما تحديدا في عام 1980 وذلك لحين تأسيس الدولة الفلسطينية وخروج إسرائيل من جنوب لبنان ومن الجولان ولم نتراجع عن موقفنا بالمقاطعة لحين تنفيذ ذلك. وقالت خيرية إننا سننتظر حتى التأكد بالفعل من واقعة المنتجة البريطانية وسيكون قرار المقاطعة لهذا المهرجان نهائي وبدون رجعة خاصة وان ما زاد الوقف غموضا هو موقف القائمين على المهرجان أنفسهم حيث لم يصدروا بيانا يكذبون ما قيل فموقفهم غير مفهوم على الإطلاق.

يخالفها الرأي الناقد علي أبو شادي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية سابقا قائلا انه ضد هذا القرار بكل ما يحمله لان هبه تجريم للمهرجان وانه على يقين أن المنتجة البريطانية لم تقل إنها إسرائيلية على الإطلاق لذا فهو ضد هذا القرار بكل ما فيه.

أدان صمت القائمين على مهرجان
أبو ظبي لموقفهم السلبي تجاه ما قيل

شاركته الرأي الناقدة ماجدة موريس موضحه إنها شاهد على مهرجان أبو ظبي السينمائية حيث كانت من ضمن حضوره وحضرت كل فعالياته وحفل الافتتاح وحفل الختام وتوزيع الجوائز وشاهدت هذه المنتجة وهي تتسلم الجائزة ولم تتفوه وتقول إنها إسرائيلية على الإطلاق، وان ما قيل في هذا الصدد افتراء وما يدلل على أن المهرجان ضد التطبيع الثقافي مع إسرائيل أن معظم الأفلام التي عرضت تناصر القضية الفلسطينية وتدعمها فيما يعني إنهم لن يناقضوا أنفسهم فكيف لهم إنهم من جانب يناصرون القضية ويعرضون أفلام تدعم موقف القضية الفلسطينية ومن جانب أخر يناصرون التطبيع فالنقيضين لم ولن يتلاقوا على الإطلاق. وأنهت موريس كلامها قائلة انه من المنطق التأكد من حدوث الوقائع قبل إلقاء التهم جزافا بهذا الشكل فالاتهام بالتطبيع في حد ذاته جريمة وعار.

الفنان سميرة احمد طالبت هي الأخرى بالتحقيق في الواقعة مشيره إلى إنها ستكون من أول الفنانات اللذين سيقاطعون المهرجان إذا اثبت تطبيعه مع إسرائيل ما دامت إسرائيل تنتهك شرف نسائنا وتغتصب بناتنا وترمل الزوجات وتيتم البناء فلا مكان يجمع بيننا وبينهم حتى يعدلوا عن تصرفاتهم الدنيئة.

وقد شاركها الرأي النجم حسين فهمي مضيفا إلى انه لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يسافر فيما بعد إلى هذا المهرجان إذا لم تثبت براءته وأدان فهمي صمت القائمين على مهرجان أبو ظبي لموقفهم السلبي تجاه ما قيل.