شاهدناها بالكثير من المسلسلات المتنوعة، منها الكوميدية ومنها الدرامية، ومنها الوطنية، وابرزها مؤخرا كان المسلسل الشهير، باب الحارة بأجزاءه الخمسة. كانت ترغب بان تصبح مهندسة أو محققة في الشرطة أو محللة نفسية ولكن كان من حظ الدراما السورية اختيارها لمجال التمثيل. ورغم نجوميتها اللامعة التي استطاعت تحقيقها على امتداد الوطن العربي إلا أنها لا تعتبر نفسها من مؤسسي الدراما السورية وتعترف بفضل الفنانين الكبار عليها.

ترغب بان تصبح مهندسة أو محققة في
الشرطة أو محللة نفسية
الفنانة السورية المتميزة وفاء الموصلي تطل على جمهورها هذا العام كما كل عام بمجموعة من الأعمال المميزة التي تحضر لها حالياً لدراما 2011، وحول تلك الأعمال والجديد الذي تحضر له، ونظرتها الحالية لمستوى أعمال البيئة الشامية التي برعت فيها كان لسيريانيوز الحوار التالي معها..
بداية حدثينا عن مشاركتك في الجزء الثاني من "يوميات مدير عام"؟
أجسد دور "سميرة" شقيقة زوجة المدير العام، حيث تطمح سميرة للاستفادة من منصب صهرها عن طريق الواسطة ولكنها تصطدم دوماً بإنسان شريف وغير فاسد، كما أنها تحاول الضغط على ابنة المدير العام لأنها زوجت ابنها لها وتحاول من خلال ذلك تحقيق المطامح والثروة، ومن جانب آخر تنتمي سميرة لنوع العائلات المحدثة النعمة، وتحاول هي وعائلتها تقليد الأغنياء.
وماذا عن "اللوك" الجديد الذي تظهرين به في العمل؟
كان لا بد من ابتكار كاريكاتير جديد للشخصية يتناسب مع خلفياتها وسلوكياتها وخاصة في ظل بحثها الدائم عن البريستيج للظهور بمظهر الأغنياء، وتحاول "سميرة" من خلال شقيقتها تعلّم البروتوكولات الاجتماعية مقابل دخولها الطبقات الراقية ولكنها تنصدم دائماً ولا تحصل على مرادها، ونتيجة هذا الشيء تقع الشخصية بمواقف مضحكة وطريفة لأن الرقي والغنى غير أصيل لديها.
حللت كبديلة للممثلة سحر فوزي التي أدت الدور في الجزء الأول.. كيف تنظرين إلى الموضوع؟
هذا الموضوع حساس جداً لدي وأنا احترم أخلاقيات الفن والقانون الذي يحكم المهنة، وأنا وافقت على الدور لان فريق العمل أعلن منذ البداية عن تغيير العديد من الشخصيات، ولو لم أكن متأكدة ومن الفنانة سحر نفسها بأنها اعتذرت عن الدور برضاها لما أمضيت العقد، وهذا الشيء حصل مع الزميلة نفسها بأحد الأعمال، واستدعوني لتأدية الدور بدلاً منها ولكني رفضت بعدما اتصلت بها وتأكدت من الموضوع وتبين أنها لم تعتذر عن الدور وإنما افترضت الشركة المنتجة ذلك لأنها كانت حامل في وقتها بالشهر السادس.
تشاركين أيضاً في مسلسل "ولادة من الخاصرة" هلّا حدثتنا عن تفاصيل دورك فيه؟

كان لا بد من ابتكار نيو لوك جديد
ليتناسب مع الشخصية
أجسد دور "جمانة" وهي امرأة مادية جداً وطمّاعة وتبحث عن المال، والدور يشبه قليلاً دور "سميرة" في "يوميات مدير عام" ولكن هنا تسعى "جمانة" لتحصيل المال بشراسة أكثر وبأي وسيلة ممكنة، والعمل من إخراج المخرجة المتميزة رشا شربتجي.
كيف تنظرين إلى العمل مع المخرجة رشا شربتجي، وخاصة أن هذه تجربتك الثانية معها؟
مخرجة تدير اللوكيشن بشكل جميل وحس مرهف، وما يقال عنها بأنها ديكتاتورة غير صحيح وكل ما في الأمر بان شخصيتها قوية وقيادية وهذه من أهم صفات المخرج الناجح، ولو لم أحبها لما كررت التجربة، ورشا لديها فهم خاص للشخصيات والتوليفة والمضمون الذي تقدمه، حيث تهتم بأدق التفاصيل وحتى بأداء الكومبارس وترفض الأداء بشكل آلي وتكون حريصة على إيصال فكرة العمل بطريقة جميلة جداً.
كنت من أبرز الوجوه التي تركت بصمة خاصة في سلسلة "مرايا"..هل سنراك هذا العام في الجزء الجديد؟
نعم، بالتأكيد فانا حريصة دوماً على مشاركتي في هذا المسلسل الجماهيري، فقد كان لي حضور دائم في كل أجزائه فيما عدا جزء واحد لم أستطع المشاركة فيه لظروف خارجة عن إرادتي، واليوم يعود الفنان ياسر العظمة بجزء جديد بعد فترة طويلة من الغياب، وأعتقد أن "مرايا" سيحمل في جعبته لهذا العام مواضيع جديدة ولوحات متميزة.
وفي سياق الأعمال الكوميدية المتصلة المنفصلة.. هل سنراك في "بقعة ضوء8"؟
بصراحة ليس لدي فكرة إلى حد الآن، ولم يأتني عرض رسمي للمشاركة فيه لأن التصوير لم يبدأ بعد على حد علمي، ولكن "بقعة ضوء" من أكثر الأعمال الكوميدية المحببة إلى قلبي لأن الممثل يكون في حالة تأهب دائم لتقديم شخصيات وكاريكاتيرات مختلفة وجديدة في كل مرة، وأنا بطبعي أحب تجسيد شخصيات متعددة مع ناس جدد وهو ما يغني ويثري تجربة أي فنان.
وما الجديد الذي تحضرين له على صعيد أعمال البيئة الشامية لهذا العام؟
إلى حد الآن لم تأتني عروض للمشاركة في أعمال تخص البيئة الشامية..
هل تعتبرين نفسك من مؤسسي أعمال البيئة الشامية وخاصة أنك تواجدت في أوائل تلك الأعمال؟

شخصية فريال خانوم لها مكانة
خاصة في قلبي
لا أبداً، لأني كنت أعتبر نفسي وقتها دخيلة عليها، فعندما دخلت لتلك المسلسلات من خلال "أيام شامية، أبو كامل" كان هناك عمالقة في هذا المجال مثل الفنانات القديرات منى واصف وسامية الجزائري وهدى شعراوي ونجاح حفيظ، وعندما عرض علي العمل في مسلسل "أيام شامية" اعتذرت ثلاث مرات لأني كنت خائفة جداً وخاصة أني لم أكن أملك أي فكرة عن عادات وتقاليد البيئة الشامية لأني لم اسكن في بيت عربي، وبالتالي احتاج الموضوع لبحث وجهد كبير من قبلي لدراسة تاريخ المرأة الشامية وعاداتها وتقاليدها "كيف تأكل وكيف تمشي وكيف تتكلم..".
برأيك أيهما كان أصدق في تصوير البيئة الشامية.. الأعمال الحالية أم الأعمال القديمة؟
أعتقد أن أوائل الأعمال التي صورت البيئة الشامية كانت صادقة جداً في عرض تفاصيل البيئة وكان لها أثرها الكبير في ذلك الوقت لان أفراد العمل كانوا يعملون بحب فظيع، أما اليوم فيتفاوت مستوى الأعمال في ظل كثافتها كما أن تركيز المخرجين على هذا النوع أدى إلى نوع من التكرار، ومع ذلك لا يزال لها أثرها عند الجمهور وما ساعدها أكثر في ذلك وجود تكنولوجيا متطورة لم تكن متوفرة في السابق.
ماهي الوصفة السحرية لتألّق "فريال خانم" على مدار خمسة أجزاء متواصلة في "باب الحارة"؟
كان لهذه الشخصية مكانة خاصة في قلبي.. وعندما انتهى العمل كنت حزينة جداً لأني أصبحت أشعر أن "باب الحارة" جزء مني.. أما عن سر نجاح الشخصية فأعتقد أنه كان لفريال طريقة خاصة في التعامل مع نساء الحارة.. وكان لها طريقة مميزة في الكلام في فن "الردح" أي المبارزة الكلامية التي تتطلب استخدام أدوات خاصة مثل اللسان واليدين والقدمين ومفردات أخرى بحيث تستفز الشخص المقابل لها، وفريال كانت فنانة ومبدعة من هذا الجانب.
كيف تختار وفاء موصلي أدوارها عادةً؟
بصراحة أنا لا أختار الأدوار بمعنى ممكن أرفض دوراً، الأدوار هي التي تختارني أنا أحاول قدر الإمكان اختيار الدور الذي يكون مؤثراً في العمل وفعالاً ولا يمر مروراً هامشياً، وتستهويني الأعمال التي تطرح أفكاراً جديدة و تهم الجمهور، كتلك الأعمال التي تقدم جرعة كبيرة من الفكر والنقاش والإحساس عن طريق إثارتها لمشكلة معينة وبالتي تجذب المشاهد وتجعله يعيش الحالة حتى يصبح الجمهور جزءاً من هذا العمل الفني.
برأيك.. من يتربّع على عرش الدراما السورية اليوم؟

رأيت أن التمثيل هو مجالي الأول
والأخير وقررت دخول معهد التمثيل
إذا كان هناك من يتربع على عرش الدراما السورية فيجب أن يكون زملاؤنا من الرعيل الأول ومنهم الأستاذ طلحت حمدي، والفنانة منى واصف وغيرهم الكثيرين ممن كانوا من رواد في الفن وكان لهم الفضل الأول في التأسيس للدراما السورية التي بنت نجاحها الحالي على اجتهاد هؤلاء العمالقة، واعتقد أن لهم فضل كبير علينا كفنانين نصغرهم في الجيل لأنهم مهدوا لنا الطريق ومدوا لنا يد العون رغم دراستنا كأكاديميين، لأن علم من دون تجربة وخبرة لا نجاح له.
سمعنا بأنك كنت ترغبين أن تكوني مهندسة وجاءتك بعثة إلى فرنسا؟
فعلاً قبل دخولي لمعهد الفنون المسرحية جائتني بعثة إلى فرنسا اختصاص هندسة عمارة وديكور داخلي لكني ترددت وقتها وفكرت كثيراً ثم رأيت أن التمثيل هو مجالي الأول والأخير وقررت دخول معهد التمثيل.. وتضيف مازحة "في صغري كان لدي أحلام كثيرة كأن أصبح في المستقبل محققة في الشرطة أو محللة نفسية".
وماذا عن عملية التنحيف التي أجريتها مؤخراً.. هل كانت من منطلق جمالي أم صحي؟
إجرائي لعملية التنحيف لم يكن من منطلق جمالي بل صحي، لأن الجمال الحقيقي هو جمال الروح والشخصية، وأنا أجريت منذ فترة عملية تصغير للمعدة مضطرة لمحاولة تخفيف وزني بعد أن توقفت الغدة الدرقية عن وظيفتها في حرق الأكل والشحوم، وفقدت جراء العملية 24 كيلو خلال ثلاثة أشهر وبذلك عدت إلى وزني المفضل قبل 8 سنوات.