اثرت ثورة 25 يناير التي اندلعت في مصر واستمرت لبضعة اسابيع بهدف اسقاط نظام حكم حسني مبارك، على الفنانات بشكل كبير، ولأن مصر احتضنتهن وحققن فيها شعبية غير مسبوقة، قررت نانسي عجرم ونوال الزغبي وكارول سماحة ونجوى كرم تقديم أغنيات تمجّد "ثورة 25 يناير" في مصر، عربون وفاء للشعب المصري الذي صفّق لهن طويلاً حتى لنجوى كرم عندما أحيت حفلة في شرم الشيخ في الصيف الماضي مع أنه لم يفهم عبارات كثيرة في أغنياتها باللهجة اللبنانية.

انا مصري وابويا مصري.. بـ "سماري"
ولوني مصري.. وكل مصري الله عليه
تعتبر نانسي عجرم إحدى أكثر الفنانات اللبنانيات شعبيةً في مصر، قدّمت لهذا البلد أغنيات، في مناسبات مختلفة، كانت بمثابة عربون حبّ ووفاء، ومن الطبيعي أن تشارك الشعب المصري فرحته بثورته وتواكب المرحلة الجديدة من التحوّل التي تعيشها أرض الكنانة.
بدورها، تستعدّ نوال الزغبي لتقديم أغنية لشعب مصر وهي على أبواب القيام بجولة ترويجية لألبومها الجديد. كانت الزغبي، في فترة من الفترات، ملكة متوجّة على عرش الغناء اللبناني في مصر وتتمتع بشعبية واسعة في هوليوود الشرق وتسجّل حفلاتها أعلى نسبة حضور، فنافست المصريات في عقر دارهن.
بعد ثلاث سنوات من غياب الزغبي وعودتها بألبوم جديد إلى الساحة العربية عموماً والساحة المصرية خصوصاً، من البديهي أن تكون مقدّمة تلك العودة أغنية مهداة إلى مصر تشكّل الخطوة الأولى نحو قلوب المصريين الذي سكنته هذه الفنانة طويلاّ.
أما كارول سماحة فقررت تقديم أغنية لشباب مصر لا سيما أنها تتمتع بشعبية تكبر يوماً بعد يوم في أرض الكنانة بالإضافة إلى الاحترام الذي يحظى به فنّها، كذلك تصوّر مسلسل "الشحرورة" الذي تجسّد فيه شخصية الأسطورة صباح وتحتاج إلى كمّ من الأقلام لتقف إلى جانبها وهي تؤدي دور عمرها، فما الضير من تقديم أغنية تخاطب الشعب المصري إذاً؟ يعتبر ذلك ضربة استباقية لكسب شعبية إضافية في مصر ولا يندرج تحت بند الانتهازية الفنية، إنما تحت مسمى الذكاء الفني وملامسة قلوب أكثر من 85 مليون مصري.
نجوى كرم أيضاً:

نجوى تردّ التحية للشعب المصري
لم يكن أحد يتوقع أن تقدّم نجوى كرم أغنية للشعب المصري على طريقتها الخاصة، باعتبار أن مصر لم تكن يوماً هدفاً لها على الصعيد الفني، من دون أن تتنازل عن مبدئها وهو التمسّك باللهجة اللبنانية.
ربما أرادت كرم أن تردّ التحية إلى الشعب المصري الذي حضرالحفلة التي أحيتها في شرم الشيخ في الصيف الماضي وكانت ناجحة بكل المقاييس، ولمست مدى حبّ الشعب المصري لها واعتباره إياها قيمة فنية حتى لو أدت أغنيات لا يفهم بعض عباراتها. إذاً، ما المانع من تقديم أغنية باللهجة اللبنانية تكون جسر تواصل بين كرم والجمهور المصري؟ بعد هذه الأغنية لا بد لكرم من أن تجد أبواب مصر مفتوحة أمامها حتى لو قدمت أغنيات لا يفقه الجمهور المصري منها شيئاً.
فيفيان عازار:
على صعيد آخر، شاركت المغنية اللبنانية فيفيان عازار عبر موقع "فايس بوك" في الحملة المقامة ضد الممثلة زينة التي ساندت النظام السابق. على رغم تردّدها على مصر لتجد موطئ قدم لها، لم تدرك عازار معدن الشعب المصري الذي يسمح لنفسه بأن يهاجم هذا المواطن أو ذاك الفنان لكنه يرفض أن يهاجم غريب أحد أبنائه، مهما كان محسوباً على المصريين أو قريباً منهم أو يحبهم.
يبدو أن عازار أحبت ركوب الموجة لكنها اخطأت في اختيار الطريقة، لأن زينة، في النهاية، فنانة مصرية ولها الحق في إعطاء رأيها بنظام بلدها، أما عازار فهي، بالنسبة إليهم، غريبة عن الديار، من هنا كان الأجدر بها أن تقدّم أغنية علّها تجد من يسمع صوتها.
شعبيّة عدديّة:

يعزو أحد الملحنين اللبنانيين الكبار ظاهرة تقديم الفنانات اللبنانيات أغنيات للشعب المصري، إلى السعي إلى تحقيق أكبر نسبة من الشعبية من الناحية العددية، فيما يغنين باللهجة الخليجية طمعاً بإحياء الأعراس والحفلات الخاصة والحصول على أجور خيالية.
لا شك في أن بلداً يتجاوز عدد سكانه الـ80 مليون نسمة ويقبل شعبه على سماع الموسيقى وشراء الألبومات الغنائية على رغم انتشار القرصنة، بالإضافة إلى الحفلات العامة التي تقام على أرضه: ليالي التلفزيون، حفلات بورتو غالب ووادي دجلة وبورتو مارينا والأوبرا وفي الجامعات الخاصة... هذه العوامل كلها تدفع الفنان إلى مغازلة الشعب المصري الذي يتأثر بالعبارت العاطفية التي تحاكي عظمته وأهمية حضارته... إلا أن بعض الفنانين يبالغ في التعبير عن تلك العاطفة، فيبدو جلياً أنه رياء.
يضيف الملحن أن المطربات اللبنانيات لديهن القدرة على التعبير عن حبهن لمصر من دون تزلّف، خصوصاً أن المصريين يفرّقون بين المغني الذي يقدّم أغنية حباً بمصر أو لتكون له قاعدة فيها.
الجسمي والمهندس:
بين الفنان الإماراتي حسين الجسمي والشعب المصري علاقة حب قوية، فالجسمي لا يترك مناسبة إلا ويعبّر فيها عن هذا الحبّ، حتى لو لم يغنِّ لثورة 25 يناير فهو يتمتع بشعبية جارفة في مصر، في وقت ترتسم علامات استفهام حول مدى حبّ الفنان ماجد المهندس لمصر، مع أنه سارع إلى تقديم أغنية "أم الدنيا" تعبيراً عن تضامنه معها في الظروف الأخيرة التي مرّت بها، لكنها لم تأخذ مكانتها لأن العلاقة بين المصريين والمهندس تقتصر على الحفلات التي يقيمها في الصيف في فنادق مصر الفاخرة ويحضرها الخليجيون الذين يمضون العطلة هناك.
نانسي عجرم





كارول سماحة





نجوى كرم





نوال الزغبي





فيفيان عازار




