بمناسبة عيد الأم، وعلى عكازتين لم يستغن عنهما بعد، إحتفل الفنان فراس ابراهيم برفقة عائلته مع عشرات الأمهات بدار السعادة للمسنين، محاولاً رسم الإبتسامة على وجوه الأمهات اللواتي أفنين عمرهن في تربية أجيال وأجيال منهم الأطباء والمهندسين والفنانين وغيرهم.

نجاني الله من الموت بفضل ادعية امي
التي لا تتوق!

جاء فراس وجلس معهن وحاورهن ليخرج الينا بتعبير قال فيه : تأتي لتمنحهن بعض السعادة، فيغمرونك بمحبتهن وحنانهن وطيبتهن وهذا قدر الأم أن تعطي وتعطي الى الأبد. فراس الذي عاد الى الحياة بعد أن تعرض الى حادث سير أليم منذ عدة شهور قال: أنا فنان و من الطبيعي أن يتسم سلوك الفنان بالانسانية لأن الفن هو اعادة انتاج الحياة بشكل مختلف وجديد، ولا يصح أن يتخلى الفنان عن انسانيته تحت أي عنوان ومهما كانت الأسباب.

وتابع : "لم أكن أتمنى مصادفة أي وسيلة إعلامية هنا، لأن عمل الخير لا يجوز التفاخر به أو وضعه أمام الملأ، حتى لا يفقد الفعل قيمته و مضمونه، هذه ليست زيارتي الأولى فقد أمضيت حياتي مع المرضى في المستشفيات، وهذا من دواعي سروري وفخري، لكنني أعترف أن شحنتي الآن مختلفة، لذلك لا أرى مانعاً أن يشاركني الناس هذه المشاعر الفياضة التي شعرت بها اليوم، وأتمنى ألا يبخل الناس بمثل هذه الزيارات كلما أتيح لهم، لأن في ذلك إضافة روحية لهم، أكثر مما هي إضافة الى هذه الفئة العظيمة، الأمهات منحنني اليوم نظرة مختلفة للحياة.

يقول إبراهيم: يعطينك درساً في المحبة والعطاء والإصرار حتى في تلك السن المتقدمة وهذا درس للشباب الذي تبتلعهم الحياة وتحولهم لآلات مفرغة من العواطف والإنسانية. وعن أهم مظاهر التأثر الشخصي من قبله قال: "تأثرت كثيراً بالنساء الطاعنات في السن ممن تجاوزن الثمانين والتسعين عاما إذ هن متمسكات بالحياة، ورأيت حب الحياة في عيونهن يزداد توقدا. ولأن المناسبة التي أتت بفراس لتكريم الأمهات هي عيد الأم فقد سألناه عن والدته فقال، وكان القلب هو من يقول: "والدتي أطال الله في عمرها.. بدعائها أعيش وأكافح، والله يسلمني من المخاطر وقد نجاني من الموت بفضل أدعيتها التي لا تتوق.. أمي إنسانة قوية تعلمت منها أن أواجه مصاعب الحياة بكل شجاعة، أطال الله في عمر كل الأمهات، فالحياة بلا أم، حياة لا طعم لها ولا رائحة ولا لون".